القائمة الرئيسية

الصفحات




مملكة النحل



حمّل الملف كاملا جاهز للطبع   
⇩⇩⇩⇩⇩⇩⇩ 

النَّحْـلـة حشرة تعيش في جميع أنحاء العالم ماعدا المناطق القريبة من القطبين الشمالي والجنوبي. ويُعد النحل أكثر الحشرات فائدة. ويُنْتِجُ النحل العسل الذي يستعمله الناس غذاءً، كما ينتج شمع العسل الذي يُستعمَل في منتجات عديدة، منها الصمغ والشموع ومستحضرات التجميل. وهناك نحو 20,000 نوع من النحل، لكن النوع المعروف بنحل العسل هوالنوع الوحيد الذي يصنع العسل والشمع بكميات كبيرة تكفي الناس.
تمد الأزهار النحل بالغذاء. ويجمع النحل حبوب اللقاح الصغيرة وسائلاً حلوًا يُدعى الرحيق من الأزهار المتفتحة التي يحطُّ عليها. ويصنع النحل العسل من الرحيق ويستعمل كلاً من العسل وحبوب اللقاح غذاءً له. ينقل النحل حبوب اللقاح من زهرة إلى زهرة أخرى أثناء طيرانه، ويؤدي ذلك إلى حدوث تلقيح أو إخصاب للنباتات التي يحط عليها، مما يساعد النباتات على التكاثر. وتعتمد العديد من المحاصيل الغذائية المهمة بما فيها الفواكه والخضراوات على التلقيح الذي يتم عن طريق النحل.


ينشأ النحل من البيض الذي تضعه الملكة، ولون بيض نحل العسل أبيض لؤلؤي وبحجم رأس الدبوس. وتبدأ النحلة بالتطور حالما تضع الملكة البيضة. وتنفقس البيضة بعد ثلاثة أيام من وضعها، وتخرج منها يرقة على شكل دودة صغيرة تزحف خارج البيضة. تضع الشغالات الغذاء اليرقي الذي يدعى الهلام أو الغذاء الملكي في أسفل كل خلية من عش الحضانة

 : مملكة النحل
تتألف مملكة نحل العسل النموذجية من ملِكَة واحدة وآلاف الشغالات وبضع مئات من الذكور. والملكة هي أنثى نحل العسل التي  تضع البيض. والشغالات تكون من نسل الملكة، وهن غير قابلات للإخصاب، والذكور هم النسل المذكر

النظام الهرمي : مملكة النحل النظام المتبع بها والمقصود هنا النظام الإداري، يتشابه بنسبة كبيرة مع أنظمة إدارة الدول والممالك البشرية
مملكة النحل في بناءها تتبع الشكل الهرمي، فهي تبدأ من قمة الهرم بإناث النحل المخصبات أو من يطلق عليهم ملكات النحل، ثم ينحدر الهرم بعد ذلك بالنحل الذكر، الذي يقوم بتلقيح النحلة الملكة لإنتاج البويضات، ثم تتشكل قاعدة هرم مملكة النحل من النحلات الشغالات، والتي تمثل هنا الطبقة العاملة الكادحة

 دور ملكة النحل : الملكة والتي تعد الفرد الأكثر أهمية ضمن مملكة النحل ،فأهميتها لا تتأتى من كونها الملكة، بل تنبع من أهمية الدور والوظيفة التي تلعبه، إذ إنها تتحكم في سلوك النحل الآخر
فالنحلة الملكة تنتج مجموعة من الهرمونات، لها القدرة على التحكم في مختلف سلوكيات النحل
أما الوظيفة الثانية والرئيسية للنحلة الأم، فتتمثل في إنتاجها للبيوضات، فهي الوحيدة ضمن مملكة النحل القابلة للتخصيب من قبل ذكر النحل، ومن ثم فإنها الضامنة الوحيدة لاستمرار هذا الجنس، وإنتاج المزيد من أفراد النحل، و تضع الملكة البيض في الربيع بمعدل 2,000 بيضة في اليوم،وعلى عكس غالبية ممالك الحيوانات والحشرات، فإن الملكة لا تتولى رعاية صغارها بنفسها، إنما هناك مجموعة من النحلات العاملات هن المسؤولات عن ذلك.



الملكة البديلة : الحياة ضمن مملكة النحل لا تتوقف لأي سبب، وفي حالة موت الملكة فإن الشغالات يقمن باستبدالها، وذلك من خلال تغذية اليرقات بالغذاء الملكي، لينتج عن ذلك ملكة جديدة مكتملة النمو ، فيقوم الذكر بتخصيبها، ومن ثم تقوم بممارسة دور سابقتها كملكة على رأس مملكة النحل
الذكر ودوره :  ذكر النحل شأنه شأن كافة أفراد مملكة النحل ،يمارس دوره في حدود قدراته وما سخره الله لأجله، فهو لا يملك أية خصائص جسمانية تؤهله للقيام بأي وظائف، باستثناء وظيفته كملقح للنحلة الملكة الناضجة ، وتجرى هذه العملية مرة واحدة في دورة حياة النحلة الأم، التي تقوم باختزان الخلايا المنوية الذكرية في حويصلة خاصة، وعلى مدار أربع سنوات تقوم بتلقيح بويضاتها بذلك السائل المنوي، وتضع البيض المخصب الذي ينتج صغار النحل لاحقاً، ويقدر عدد البيوضات التي يلقحها الذكر بعِدة آلاف، وهو ما يعني إن دوره ضمن مملكة النحل بالغ الضرورة والأهمية.

الشغالات : الشغالات هم الحاكم الفعلي لـ مملكة النحل ،فالملكة الأم هي مسئولة عن إنتاج البويضات والهرمونات فقط، بينما الذكر فدوره يقتصر على تلقيح الملكة، أما باقي الأعمال داخل نطاق مملكة النحل ،فيُعهد بها إلى العاملات من النحل، فهم من يقمن برعاية الصغار وإطعامهم، وهم من يقن بحماية الخلايا من الأعداء والحيوانات التي قد تهاجم الخلايا، مثل الدب وغيره ممن يرون في عسل النحل غذاء مثالياً ومفضلاً، ومن المعروف إن لدغة النحل بالغة القوة، وإن كان من الممكن استغلالها لأغراض علاجية. أيضاً الشغلات هن من يقمن بإنتاج عسل النحل، فيخرجن إلى البساتين وينجذبون إلى ألوان الزهور، فيجمعون منه الرحيق ثم يتحول  في بطونهم إلى عسل،  علاوة على ذلك تقوم الشغلات بتنظيف الخلايا النحلية والعناية بها.

لغة النحل : إذا كانت اللغة من أهم عوامل ومقومات الحضارات الإنسانية، فيمكننا قول الشئ نفسه عن ممالك الحيوانات، فبعض أجناس هذه الكائنات تمتلك لغة للتعبير، ولكنها بالتأكيد لغة غير منطوقة ولا تتكون من مفردات ومصطلحات، وقد تطرقنا إلى تلك الجزئية في وقت سابق، حين سألنا: لماذا يعتبر تغريد الطيور مهم وأساساً لحياتها؟، والأمر في مملكة النحل لا يختلف عنه في ممالك الطيور، إذ كشف علماء الطبيعة والأحياء، إن تلك المملكة النظامية ويقصدون مملكة النحل ،يمتلك أفرادها وسائل تعبيرية تعد بمثابة لغة، تمكنهم من التواصل بينهم وبين بعضهم، وقسموا لغة النحل إلى قسمين أو نوعين رئيسيين هما:
 اللغة الحركية : تعرف هذا النمط التفاهمي في مملكة النحل ،بمسمى اللغة الحركية أو لغة الإشارة أو لغة الرقص، وهي جميعها مصطلحات تشير إلى وسيلة تخاطب نحلية، تقوم أفراد النحل خلالها بتوجيه بعضهم بعضاً إلى مواقع الأزهار، ويكون ذلك من خلال القيام باهتزازات معينة، يستوضح باقي السرب منها إن النحل في المقدمة قد وجد موقع الزهور. 
اللغة الفورمونية : الفورمونية أو لغة الفرمون هي نمط التخاطب الثاني في مملكة النحل ،وهي لغة شمية، أي إنها تعتمد على حاسة الشم القوية لدى النحل، إذ يقوم النحل بإفراز مجموعة من المواد من خلال غدد منتشرة بجسمه، تلك المواد يتم استقبالها بواسطة حاسة الشم لدى النحل الآخر، وتلك المادة تسمى مادة الفرمون، ومنها تم اشتقاق المسمى الذي أُطلِق على تلك اللغة.

ويعد اكتشاف اللغة في مملكة النحل من أحدث الاكتشافات العلمية وأغربها، ولم يتم إيجاد أدلة قطعية على حقيقته، إلا إن 
مجموعة الدلائل المتواجدة تشير إلى صحة هذه النظريات، والتي حظت بتأييد العديد من كبار علماء الأحياء حول العالم.
Réactions :

تعليقات